أخبار ومناشط

زوارة – وزارة البيئة
تتواصل بمدينة زوارة فعاليات الورشة التدريبية الوطنية لمتابعة التنوع الحيوي البحري وإدارة المحميات، التي تنظمها وزارة البيئة بالشراكة مع المركز الإقليمي للمناطق المتمتعة بحماية خاصة (SPA/RAC) والصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، وبالتعاون مع جمعية بيسيدا لحماية جزيرة وبحيرة فروة، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والمهتمين بالشأن البيئي من مختلف المؤسسات الوطنية.

محاضرات علمية متخصصة

شهدت أعمال اليومين الثاني والثالث من الورشة سلسلة من المحاضرات العلمية والتطبيقية المتخصصة، حيث ألقى الدكتور عبد الله المنصوري محاضرة تناول فيها الطحالب البحرية ودورها في تحقيق التوازن البيئي، أعقبها الدكتور ياسين الصغير بعرض علمي حول الموائل والأعشاب البحرية ضمن البرنامج المتكامل للرصد والتقييم (IMAP)، تناول فيه طرق دراستها واستخدامها كمؤشرات لمراقبة جودة النظم البيئية البحرية.

وفي ذات السياق، قدّم الدكتور خالد التائب محاضرة حول الطيور المائية وأنواعها المستهدفة وأهميتها البيئية وطرق رصدها، فيما تضمن اليوم الثالث جولة ميدانية تدريبية لمتابعة الطيور البحرية، تلقى خلالها المشاركون تدريباً عملياً على التعرف إلى الأنواع وأساليب الرصد الميداني والقياسات الحيوية للأعشاش.

أما في الفترة المسائية من اليوم ذاته، فقد قدّم الدكتور إبراهيم بن عامر محاضرة متخصصة حول الثدييات البحرية، تناول فيها تعريفها وأهميتها البيئية وأبرز التهديدات التي تواجهها، إضافة إلى عرض التقنيات الحديثة المستخدمة في متابعتها وحمايتها.

أنشطة ميدانية حول الأعشاب والثدييات البحرية

تواصلت أعمال الورشة في اليوم الرابع بتكثيف الأنشطة الميدانية، حيث قُسّم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى انطلقت على متن قارب من ميناء زوارة باتجاه جزيرة فروة لمتابعة الثدييات البحرية في بيئتها الطبيعية، بينما نفذت المجموعة الثانية تدريبات داخل بحيرة فروة حول تقييم معشبات البوسيدونيا (Posidonia oceanica) باعتبارها من أهم النظم البيئية في البحر المتوسط.

وفي الفترة المسائية، عُقدت جلسات تطبيقية متخصصة داخل قاعة التدريب تناولت طرق دراسة وتقييم البوسيدونيا وأساليب رصدها، بما يعزز قدرات المشاركين في العمل الميداني ومتابعة حالة النظم البيئية البحرية.

اليوم الخامس: التركيز على إدارة المحميات البحرية

وفي اليوم الخامس، تركزت أعمال الورشة على محور إدارة المحميات البحرية، حيث قدّم الأستاذ عصام أبوراص محاضرة علمية تناولت مفاهيم المحميات وطرق إدارتها وأهميتها في الحفاظ على النظم البيئية.

كما شهدت الجلسات النقاشية تفاعلاً واسعاً بين المشاركين حول الربط بين مفاهيم المحميات ونظام المتابعة الإقليمي (IMAP)، وجرى تبادل الخبرات بشأن سبل تطبيق هذه المفاهيم في الواقع الليبي والتحديات المرتبطة بتصميم وتنفيذ خطط الإدارة المستدامة للمحميات البحرية.

تعزيز القدرات الوطنية في حماية التنوع البيولوجي البحري

وتأتي هذه الورشة ضمن الجهود الوطنية لتعزيز القدرات في مجال رصد وحماية التنوع البيولوجي البحري، وإرساء مفاهيم الإدارة المستدامة للمحميات البحرية، بما يسهم في صون الموارد الطبيعية والمحافظة على النظم البيئية الساحلية والبحرية في ليبيا .